إختر اللغة
عن الناشر
مهند احمد على القضاه
التخصص: انف واذن وحنجرة, امراض وجراحة انف واذن وحنجرة
التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد اللحميات
ما ھي الجيوب الأنفية؟
إن تجويف الأنف يبدأ عند فتحتــي الأنف ويتجه إلـــى الخلف باتجاه الحلق. يتم فصــله إلى الجانبين الأيمن والأيســـر بواسطة جدار في الوسط يسـمى الحاجز الأنفي. إن الجيوب الأنفية ھي فراغات داخل عظام الوجه تتصل بالتجويف الأنفي على كلا الجانبين.
توجد ھناك أربع مجموعات من الجيوب الأنفية علــــــى كل جانب: الفكي ٬ والجبهي ٬ والوتدي ٬ والغـربالـي. إن الجيوب الأنفية الفكية عبارة عن تجاويف مفردة كبيرة تشـغل معظم المســاحة داخل عظم الخدين. تحتل الجيوب الجبهية جـــــز ًءا من العظم الجبهـــــي خلف الحاجبين والجبهة. إن الجيوب الوتدية تقع فــــي مؤخــــرة تجويف الأنف و فـي الجـزء المـركـزي من الجمجمة. إن الجيوب الغـربالية تختلف اختلافا طفيفا عن الجيوب الأنفية الأخرى - إنها تشـــــــــغل ً ً الفراغ بين العينين ٬ ولديها العديد من الخلايا الصـــغيرة مفصـــولة بعظام رقيقة ًجدا ٬ مثل قرص العسـل. نحن لا نفهم تما ًما الدور الذي تطورت الجيوب الأنفـية لـتقوم به ٬ وإن بعض الـناس لديهم جـيوب أنفية قاصرة النمو أو مفقودة من غير حدوث أي مشاكل.
ماذا تفعل الجيوب؟
تغلف الجيوب من قبل نفس الأنســجة التي تبطن تجويف الأنف. في الحالة الطبيعية ٬ تفرز باسـتمرار كمية صـغيرة من المخاط ٬ والتي تنتقل بشــــكل طبيعي من الجيوب الأنفية إلى تجويف الأنف ٬ حيث إنها تنتقل في النهاية إلى الحلق في الخلف. يســــاعد ھذا المخاط في الحفاظ على رطوبة الهواء الذي تتنفسه ٬ كما يسـاعد على حبس أي فيروسات وبكتيريا والتعامل معها.
في بعض الحالات ٬ المرضى يصــــــابون بالتهاب طويل الأمد في الجيوب الأنفية وتجويف الأنف. إن أكثر ھذه الحالات شــــيوعا ھو التهاب الأنف والجيوب المــــــزمن ٬ حيث إن بطانة تجويف الأنف والجيوب الأنفية تلتهب بأكملها. إن التهاب الأنف والجيوب المزمن مرض له عدة أشــــــــــــــكال مختلفة ٬ وينتج عن أنواع مختلفة من الالتهابات.
التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية
يمكن تقســـــيم التهاب الأنف والجيوب المزمن إلى فئات. إن بعض أنواع التهاب الجيوب المزمن تتســــبب في إصابة المريض بزوائد أنفية ٬ وبعض الأنواع لا تفعل ذلك. إن الــــزوائد الأنفية عبارة عن تورمات ملــتهــبة حمــيدة تملأ الجــيوب الأنفــية وتجويف الأنف ٬ وتتطلب أحيانا إزالة جراحية.
كما يوحي الاسم ٬ يشير التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية (أو داء اللحميات) إلى الحالة التي تلتهب فيها الجيوب الأنفية وتجويف الأنف باستمرار وتنتج الزوائد الأنفية. إن كلمة "المزمن" تعني أن الحالة تؤثر على المرضـــى على المدى الطويل (لمدة ١٢ أسبو ًعا على الأقل ٬ وغالًبا لســــنوات أو عقود). وھذا ما يميزه عن "التهاب الأنف والجيوب الحاد" ٬ وھو مرض قصـــــير الأمد غالًبا ينتج عن عدوى فيروسية أو نزلات برد ٬ ولكن ً عادة يتحســــــن في غضــــــــــون ۳-٢ أسابيع. إن التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الـزوائد الأنفية ھـي حالة طويلة الأمد تنتج من التهاب غيـر طبيعـي في بطانة الأنف والجيوب الأنفية. لا يوجد له "علاج شـافي" حالًيا ٬ ولكن يمكن الســــــــــــــــيطرة عليه ً عادة بمزيج من العلاج الطبي والجراحي.
كيف يتم تشـــــــخيص التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية؟
إن المرضـــى الذين يعانون من التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية يعانون من بعض أو كل أعراض الأنف الموضـــحة ادناه على المدى الطويل.
لكي يتم تشـــخيصــــك بالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ٬ يجب أن تعانـي علـى الأقل من اثنين من الأعــراض علــى مدار أكثر من ١٢ أسبو ًعا ٬ ولابد أن تتضـمن الأعراض انسـداد أو إفرازات الأنف.
أعراض التهاب الأنف والجيوب المزمن
• انسداد / احتقان بالأنف
عادة على كلا الجانبين. يعتبر انسداد الأنف أكثر شيو ًعا في التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ولكن احتقان الجيوب الأنفية موجود في كلا النوعين
• سيلان انف
غالًبا ما يكون أصفر أو أخضر ٬ وأحيانا يكون صافيا
• تغير حاسة الشم
قد يكون متناقصا أو غائًبا أو غير طبيعي (على سبيل المثال رائحة كريهة في الأنف). ھذه أكثر شيو ًعا في التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ولكنه قد يحدث في التهاب الأنف والجيوب المزمن بدون الزوائد الأنفية
• ألم في الوجه
محصور في المناطق القريبة من الجيوب الأنفية ٬ وعادة لا يكون موجود طوال الوقت ٬ وأقل شيو ًعا في التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الهتاب الزوائد الأنفية
بالإضافة إلى الأعراض التي يسـببها ٬ يتم تشــخيص التهاب الأنف والجيوب المـــزمن مع الـــزوائد الأنفية أي ًضا من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجــــــــرة الذي يقوم بفحص تجويف الأنف. إن فحص الأنف بالمنظار (كاميرا رفيعة من الألياف الضوئية) يسـمح لطبيب الأنف والأذن والحنجرة بتحديد نوع المرض المصــحوب بالزوائد الأنفية أو بدونها. كما يســـــمح لهم برؤية ما يدل على التهاب بطانة الأنف ٬ أو إفراز مخاط ملون غير طبيعي من الجيوب الأنفية.
إن تشــخيص التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية يتم تأكيده أي ًضا عن طريق إجراء أشـــــــعة ً (عادة فحص بالأشـــــــعة المقطعية) للأنف والجيوب الأنفية. إنه ليس من الضــروري إجراء أشعة لتشــخيص الحالة ٬ ولكن يمكن أن يكون ً مفيدا إذا لم يكن ھناك دليل كا ٍف عندما يفحصـــــــك الطبيب. إن إجراء الأشعة ضروري أي ًضا إذا تقرر إجراء عملية جراحية. ســــــتظهر فراغات الجيوب الأنفية باللون الأســـود في الأشــــعة المقطعية في المريض الذي لا يعانـي من أي مـرض فـي الجيوب الأنفية ٬ لأنها مليئة بالهواء. وقد تظهر الزوائد (اللحميات) الأنفية جـزئًيا أو كلًيا من الأورام الحميدة أو المخاط مع بطانة الجيوب الأنفية المنتفخة والملتهبة في المريض المصـــاب بالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية. ھذا يجعل تجاويف الجيوب الأنفية تظهــــر باللون الـــــرمادي بدلا من ً الأسود في الأشـعة المقطعية. من المهم أن تتذكر أن وجود مخاط أو زوائد (لحميات) في الأشــــــعة المقطعية المحوســـــــب ليس كافيا للتشــــــخيص بأن لديك التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية٬ بل يجب أن تكون لديك بعض الأعراض الموضـــــــحة في الجدول
قد يســتخدم اختصـــاصيو الأنف والأذن والحنجرة استبيانات طبية محددة (تعرف باســــــــــــــــم "مقاييس النتائج المبلغ عنها من قبل ُ المريض") لتقييم شــــدة أعراض التهاب الأنف والجيوب المزمن ٬ وتأثير المرض على جودة حياة المرضى. إن أكثر ھذه الاسـتبيانات شـــــــيو ًعا ھو اختبار نتائج الانف والجيوب الأنفية المكون من ٢٢ ً سؤالا (-22SNOT (٬ والمقاييس التناظرية المرئية ٬ حيث ُيطلب من المريض تقييم شدة كل عرض على مقياس من ١ إلى .
تحاليل الدم ليســـت ضرورية لتشـــخيص التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية
ومع ذلك ٬ قد يخضـــــع بعض المرضى لتحاليل الدم لتشــــــخيص الحســاسية المحتملة (اختبارات وخز الجلد ھي طريقة أخرى للقيام بذلك) ٬ أوللتحقق من عدم وجود نقص فــــي المناعة أو أمـــــراض المناعة الذاتية. يتم أخذ مســـــــــــــــــــحة من إفرازات الأنف لدى بعض المرضــــى لتحديد نوع البكتيريا الموجودة ؛ ومع ذلك ٬ ليس من الواضح كيف ينبغي استخدام ھذه النتائج لتوجيه العلاج.
ما الذي يسبب التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ؟
إن فهمنا للأشكال المختلفة لالتهاب الأنف والجيوب المزمن يتحسن باستمرار. ومع ذلك ٬ فإن الســـــبب الدقيق أو "الدافع" لحصـــــول التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية بالنســــبة لمعظم المرضـــى غير واضـــح ٬ ونحن لا نفهم تما ًما لماذا يتطور التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية فـي بعض الناس بينما لا يحصــــــــــل ھذا في البعض الآخر. من المحتمل أن يكون لدى كل مريض مصاب بالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية مجموعة من عدة عوامل مختلفة ٬ والتي تتحد مًعا لينشــــــــــأ معها التهاب طويل الأمد داخل الجيوب الأنفية.
من المهم أن نتذكـر أن التهاب الأنف والجيوب المـزمن مع الـزوائد الأنفية ليست مجرد "عدوى لن تختفي" – بل الحقيقة ھي أن العلاقة بين البكتيــريا و التهاب الأنف والجيوب المــزمن أكثـــر ً تعقيدا. إن العديد من البكتيريا والفطريات تعيش في الجيوب الأنفية ٬ سواء في المرضى الذين يعانون من مشــــــاكل الجيوب الأنفية أم غيرھم. قد يكون لبعض البكتيريا (على ســـــــــبيل المثال المكورات العنقودية الذھبية) دور في نشوء الالتهاب في حالات التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية (بسبب الخصـائص الخاصة التي تمتلكها ھذه البكتيريا). ومع ذلك ٬ فليس الأمر كذلك بأن القضـــــــــاء على البكتيريا في الجيوب الأنفية بالمضـــــــادات الحيوية عادة ما يعالج المشكلة.
العوامل المســــــــــــببة المتحمل ارتباطها بالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية
• الوراثة
من المرجح الإصابة إذا كان المرض يعاني منه أحد أفراد الأسرة المقربين. من المحتمل أن يكون ھناك العديد من الجينات الفردية
• الربو
يرتبط ارتباطا وثيقا بجميع أشكال التهاب الأنف ً ً والجيوب المزمن ٬ بما في ذلك التهاب الأنف والجيوب المزمن بدون الزوائد الأنفية
• الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات) مثل الأسبرين
في بعض المرضى الذين يعانون من الربو و / أو التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ٬ تتفاقم الأعراض بسبب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
• نقص المناعة
عندما يصعب علاج التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية يجب اختباره.
• العدوى الفيروسية
إن العدوى الفيروسية يمكن أن تكون "محفزا" ً لتفاقم التهاب الأنف والجيوب المزمن
• البكتيريا
إن وجود بعض البكتيريا يرتبط بالتهاب الانف والجيوب المزمن الشديد ٬ ولكن العلاقة معقدة
• الفطريات
إن التهاب الأنف والجيوب الفطري التحسسي مرتبط بالزوائد الأنفية.
• الحساسية
لا يرتبط بقوة بتطوير التهاب الأنف والجيوب المزمن بدون الزوائد الأنفية
• التدخين
إن التدخين والتدخين السلبي يرتبطان ارتباطا وثيقا ً ً بالتهاب الأنف والجيوب المزمن
• الملوثات والمهيجات
يمكن أن تترافق مستويات التلوث العالية وبعض حالات التعرض للمواد الكيميائية مع التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية.
• أمراض عامة
إن الزوائد الأنفية شائعة في المرضى الذين يعانون من التليف الكيسي والورم الحبيبي اليوزيني مع التهاب الأوعية.
العلاجات الدوائية لالتهاب الأنف والجيوب المـــزمن مع الـــزوائد الأنفية
بمجرد تشـــــــخيص المريض بالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية ٬ يجب أن يبدأ في نظام دوائي طويل الأمد. بالنســـبة لمعظم المرضى ٬ سيتضمن ھذا ما يلي:
الغسل بالمحلول الملحي (المياه المالحة) للأنف
إن الغســـل المنتظم للأنف بمحلول ملحي يعتبر علا ًجا ً مفيدا وفعالا لمعظم مرضـــــــــى التهاب الأنف والجيوب المزمن. حيث يخفف الأعراض عن طريق تحســـــــين تدفق المخاط ٬ وربما عن طريق غسـل المهيجات ومسـببات الحسـاسية في الأنف. ومع ذلك ٬ فهو لا يقلل الالتهابات فــــي حالات التهاب الأنف والجيوب المــــزمن مع الزوائد الأنفية بحد ذاته.
دواء الستيرويد (الكورتيزون) الأنفي
إن دواء الســتيرويد الأنفي ھو العلاج الرئيســي المســـتخدم لمعظم مرضى التهاب الأنف والجيوب المزمن. السـتيرويدات ھي الأدوية التي تثبط الالتهاب ٬ وبالتالي تقلل من أعراض الانســـــــــــــــــداد والإفرازات لدى المريض. في المرضى الذين يعانون من أعراض أكثر شدة من الزوائد الأنفية ٬ غالًبا ما تستخدم قطرات الستيرويد أو شطف الستيرويد بدلا من البخاخات.
أدوية أخرى
في المرضــى الذين يعانون من أعراض شـــديدة ٬ يمكن اســـتخدام جرعات لفترة قصـــيرة (أسبوع إلى أسبوعين) من الســـتيرويدات الفمية (عادة حبوب أو شراب بريدنيزولون) لإعطاء تحســن أسرع في الأعراض. يمكن أن يساعد ذلك في بداية دورة بخاخ أو قطرات الستيرويد الأنفي ٬ لفتح الأنف وإتاحة وصول أفضل للأدوية. يمكن إعطاء جرعات لفترات قصــيرة من الســتيرويدات عن طريق الفم مرة إلى مرتين في الســـــنة لتعزيز الســـــيطرة على التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية. إن تناول الســـــتيرويدات عن طريق الفم يمكن بأمان تام على المدى القصــــير يجب ألا يســــتمر المــريض فــي تناولها علـــى المدى الطويل عموما٬ تلافيا لآثارھا الجانبية.
تمت الموافقة مؤخ ًرا على علاجات بيولوجية جديدة (الأجسام المضادة وحيدة النســيلة) في بعض البلدان لعلاج المرضى الذين يعانون من داء السلائل الأنفية (اللحميات) ٬ ھذه الأدوية تمنع مسـار الالتهاب كما تقلل من تكوين الزوائد الأنفية لدى بعض المرضى. في فصـول قادمة مسـتقلة المزيد من المعلومات المفصــلة حول كل من ھذه الأدوية.
العلاجات الجراحية لالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية
إن التهاب الأنف والجيوب المــــزمن يتم علاجه فــــي المقام الأول بالعلاج الطبي (انظر أعلاه). إن غالبية المرضـى ســيحتاجون إلى علاج طويل الأمد باستخدام بخاخات / قطرات الســـــتيرويد الأنفي وغســــل الأنف بالمحلول الملحي وأحيانا الأدوية الأخرى. سيكون ً ھذا الدواء وحده كافيا بالنســـــبة لبعض المرضى للســـــيطرة على ً الأعراض لديهم.عندما يتلقى المريض بالفعل أقصــــــــــى قدر من العلاج الطبي ٬ ولكن الأعـراض لا تـزال تؤثـر علـى جودة حياته ٬ يمكن التفكيـــر فـــي عملية مناظيـــر الجيوب الانفية من أجل منحه سيطرة أفضل على المرض.
من المهم أن تدرك أنه نظ ًرا لأن التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الــزوائد الأنفية حالة مـــزمنة (طويلة الأجل) ٬ فإن العلاج لا يعالج المرض الأساسي فقد تعود الزوائد (اللحميات) بشــــكل متكرر. إن العلاج طويل الأمد عادة ما يكون مطلوًبا لتحقيق الســـــــيطرة على المرض كما إن المرضى قد يحتاجون إلى تكرار الجراحة.
تجربة المريض في العيش مع التهاب الأنف والجيوب المـزمن مع الزوائد الأنفية
إذا لم تســــــيطر على زمام الأمور في التعامل مع ھذا المرض فإنه سيتســـــبب في تدھور حياتك. يجب أن أتحدث إلى الطلاب ٬ وأبدو وكأنني مصــــاب بنزلة برد دائمة وھذا غير مريح أبدا٬ بل قد يكون محرجا. كان الطعام الجيد والشــــراب اللذيذ من أعظم ملذاتي ٬ أما الآن فقد أصبح الأكل بالنســـــبة لي مجرد ضرورة لأنني غير قادر على الشـــــم والتذوق ولم أعد أستمتع بتناول الطعام بالخارج بنفس الطريقة. أيضــــــا ھناك ما يمس الأمان٬ يتمثل في عدم القدرة على الشم لأنني لا أستطيع الشـم إذا احترق شئ ما في المطبخ. لا يمكنني ً أبدا مغادرة المنزل بدون مناديل ٬ كنت دائ ًما ما أحصل عليها ٬ حتى في الصيف يكون لدي صناديق منها.
ما ھو الالتهاب "النوع ٢" و "غير النوع ٢"؟
إن التهاب الأنف والجيوب المزمن ھو مرض معقد بدون ســـــــبب واضح. ھناك أنواع مختلفة من الأمراض تحت مظلة التهاب الأنف والجيوب المزمن التي من المحتمل أن تســــتجيب بشــــكل مختلف للعلاجات ٬ وبالتالي قد تختلف أفضـل خيارات العلاج. فيما مضــى َسم جراحو الأنف والأذن والحنجرة المرضـى إلى ولفترة طويلة ٬ ق َّ مجموعتين بنا ًء على ما إذا كان لديهم زوائد (تسـمى أيضــا لحميات وسلائل) أنفية أم لا. استخدمت الإصدارات الســـــابقة من نشـــــرة الموقف الأوروبـي من أمـراض التهابات الجيوب الأنفية والــزوائد الأنفية نفس التصـــنيف للمســـاعدة في توجيه خيارات العلاج ٬ من خلال وضع مســارات مختلفة لالتهاب الأنف والجيوب المزمن مع الــزوائد الأنفية و التهاب الأنف والجيوب المــزمن بدون الـــزوائد الأنفية.
لكن خلال العقد الماضــي ٬ نحن نعلم أنه في جميع المرضــى ھناك بعض من مكونات الجهاز المناعي نكون في حالة نشاط مفرط٬ مما يؤدي التهاب مفرط في الأنف والجيوب الأنفية وأعـراض الالتهاب الأنف والجيوب الانفية المزمن. الاختلاف بين مـريض وآخـر٬ ھو أي مكون (أو مسار) من مكونات (أو مسارات) الجهاز المناعي ھو الذي يكون في حالة نشــاط مفرط. بشــكل عام ٬ يمكن لنا أن نقســـم أشـكال الالتهابات التي نراھا إلى "أنواع" بنا ًء على الخلايا المناعية والوسطاء الالتهابيين المســـــــــاھمين - والأكثر شيو ًعا في التهاب الأنف والجيوب المــزمن ھو النوع ٢ ٬ ولكن ھناك أي ًضا النوع ١ و ۳ ٬ ومن المحتمل أن يتغير ھذا مع تطور فهمنا. نسـمي ھذه الأنماط المختلفة بـ"الأنماط الداخلية". ؛ يمكن اعتبارھا بصـــــمة بيولوجية وربما تكون أفضــــــل مؤشر تنبئيعلى كيفية تقدم المرض بمرور الوقت وأفضـل طريقة لعلاجه. لهذا السـبب ٬ يقســم نشــرة الموقف الأوروبــي من أمــراض التهابات الجيوب الأنفية والــزوائد الأنفية الصــــــــــادرة في ٢٠٢٠ المرضى إلى مجموعتين - أولا ٬ أولئك ً المصـابون بالتهاب من النوع ٢ ٬ وثانًيا ٬ جميع المصــابين بالتهاب "من غيرالنوع ٢" (أي النوع ١ أو ۳).
ما يقرب من ۸٥ ٪ من المرضــــى الذين يعانون من الزوائد الأنفية لديهم التهاب من النوع ٢ ٬ وما بين ٥٠-١٠ ٪ من المرضـــى بدون الزوائد الأنفية. ليس من الســهل إدراك ما إذا كان المريض مصــاًبا بالتهاب من النوع ١ أو النوع ٢ ٬ إن الأطباء يعتمدون علــــــــــــى العلامات الموجودة في الدم والأنسـجة وعوامل أخرى - على سبيل المثال ٬ نعلم أن المرضى الذين يعانون من الزوائد الأنفية الشـــديدة (التهاب الأنف والجيوب المــزمن مع الــزوائد الأنفية) والــربو ھم أكثر احتمالية لوجود التهاب من النوع ٢ لديهم. في الوقت الحاضـر ٬ يتم التحقيق في عدد من الأدوية الجديدة (تســــــــــــــــمى الأدوية البيولوجية) ٬ والتي تســــتهدف على وجه التحديد وتقلل من التهاب النوع ٢ من أجل تقييم فعاليتها في التهاب الأنف والجيوب المـزمن.
الأسئلة المتكررة
ما مدى شيوع التهاب الأنف والجيوب المزمن؟
إن انتشـار جميع أنواع التهاب الأنف والجيوب المزمن (الأعراض التي تسـتمر لأكثر من ١٢ أسبو ًعا) ھو حوالي ٪٥ ٪١٠- في عموم الســكان ؛ إن التقديرات تشــير إلى أن ما يقرب من ٪٤ من البالغين مصابون بالزوائد الأنفية. وھي أكثر شيو ًعا عند المصابين بالربو.
ھل تنتج الحســـــاسية التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية؟
لا ٬ لا تنتج التهاب الأنف والجيوب الأنفية المــــزمن مع الــــزوائد الأنفية عادة عن الحساسية.
من ناحية أخرى ٬ يمكن أن يحدث أن المرضى الذين يصــــــــابون بالتهاب الأنف والجيوب المزمن يعانون أي ًضا من الحســــــــــاسية والعكس صـحيح. لذلك ٬ إذا كنت تعاني من التهاب الأنف والجيوب المزمن مع أعراض تزيد من الاشتباه في وجود حســـــــــاسية مثل العطس أو الحكة ٬ يمكنك مناقشـــــــــة مدى الحاجة لإجراء فحص الحساسية مع طبيبك.
ھل يســـــــــبب التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية الصداع؟
إن التهاب الأنف والجيوب المزمن يمكن أن يسـبب الصــداع ولكنه غالًبا ليس أكثر الأعراض المميزة لهذا المرض وھو أقل شيو ًعا في حالات التهاب الأنف والجيوب المـــزمن مع الــــزوائد الأنفية. من المهم إدراك أن الصداع بدون أعراض مثل سيلان الأنف والانسداد وما إلى ذلك من غير المرجح أن يكون ســـــــــــــببه التهاب الأنف والجيوب المزمن. إن الصـــــداع المرتبط بالتهاب الأنف والجيوب المزمن غالًبا ما يوصف بأنه ثقل أو امتلاء و / أو إحســــاس باھت. كما أن الصــــــداع المرتبط بالانف والجيوب الأنفية يمكن ملاحظة ظهوره في نفس الوقت الذي تظهر فيه الأعراض الأخـرى لالتهاب الأنف والجيوب المزمن وعادة ما يتغير في شـــــدته مع الأعراض الأخرى بمرور الوقت. كما يتحسـن مع العلاج الناجح الذي يحســن الأعراض الأخرى ولكن قد يزداد ســـــوءا مع الالتهابات الحادة أو عند السفر بالطائرة.
ما الفرق بين القرينيات والزوائد اللحمية؟
إن القرينيات ھي ھياكل تشــــريحية طبيعية في الأنف يمكن العثور عليها في كل إنسان. وھي تتألف من العظام والبطانة الداخلية للأنف وتلعب دو ًرا في ترطيب وتدفئة الهواء المســـتنشـــق. إن القرينيات يمكن أن تكون منتفخة للغاية على ســـــــــبيل المثال في حالة وجود عدوى فيروسية في مجرى الهواء العلوي أو الحساسية.
إن الزوائد الأنفية ھي عبارة عن غشـاء مخاطي للأنف غير طبيعي (مريضـة) وليسـت ھياكل تشــريحية طبيعية. وھي تورمات حميدة التي تنشـــــــأ من البطانة الداخلية للانف والجيوب الانفية وعادة لا تختفي من تلقاء نفســــها. إنها تؤدي إلى أعراض مثل سيلان الأنف وانسداد الأنف وضعف حاسة الشم والشعور بالامتلاء أو الثقل.
أنا دائما متعب - ھل السبب مشاكل الجيوب الأنفية لدي؟
إذا كنت تعانـي من التهاب الأنف والجيوب المـزمن ٬ فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض التعب والإرھاق٬ خاصة إذا تســــبب انســــداد الأنف في اضــطراب النوم ٬ وھو أمر شــائع ًجدا في التهاب الأنف والجيوب المزمن مع الزوائد الأنفية.
ماذا يحدث عندما أزور أخصائي الأنف والأذن والحنجرة؟
ھل يلزم تصوير أنفي بالمنظار الداخلي ؟ وھل ھذا المنظار مؤلم ؟ إذا قمت بزيارة أخصــــــــــائي الأنف والأذن والحنجرة مع ظهور أعراض في أنفك مثل سيلان الأنف أو انســـداد أنفك ٬ فمن المرجح أن يلقي نظرة داخل أنفك باســـــــــتخدام مبعاد فحص الانف كما قد يتطلب التصـــوير بالكاميرا والمنظار الداخلي. من الممكن أن تبدو أعمق قليلا داخل أنفك باســـــــــتخدام المنظار الداخلي مقارنة بأداة ً فحص الأنف. تظهر الزوائد (اللحميات) الأنفية في الجزء الداخلـي العلوي من تجويف الأنف ٬ وغالًبا لا يمكن رؤيتها إذا كان الطـبـيب ينظر فقط إلى أنفك بشكل سطحي بدون المنظار.
بشكل عام ٬ إن التنظير الداخلي ھو غير مؤلم ولا يوجد إحسـاس في الزوائد الأنفية. نادرا ما يكون الأمر مؤل ًما بعض الشـــيء لأن أنفك محتقن ًجدا أو بســـــبب الاختلافات التشــــــريحية ٬ يمكن استخدام التخدير الموضـــــعي في أنفك. على ســـــبيل المثال ٬ يمكن إجراء التخدير الموضعي من خلال وضع قطعة قطن مع مخدر داخل أنفك ٬ قبل أن يقوم أخصـــــــائي الأنف والأذن والحنجرة بإجراء تنظير الأنف.
أنا لا أريد الاســـتمرار في اســــتخدام الأدوية - يبدو أننا نقوم فقط بقمع الأعراض ً بدلا من إيجاد السبب. كيف يمكنني علاج ذلك؟
لســــــــــوء الحظ ٬ لا يوجد علاج جذري للزوائد الأنفية في الوقت الحاضر. إن علاجاتنا تهدف إلى تقليل الأعراض التي تســـــــــببها الزوائد الأنفية. إن العديد من المرضــى قد يحتاجون إلى اســـتخدام الكورتيزونات داخل الأنف على المدى الطويل للســــــــيطرة على أعراضـهم ٬ ولكنها آمنة للاســتخدام وتقلل من الحاجة إلى الجراحة أو الستيرويدات الفموية.
كيف يمكنني منع عودة الزوائد الأنفية بعد الجراحة؟
إن الاســـتخدام المنتظم للكورتيكوســــتيرويدات عن طريف الأنف سيســـــــاھم في منع رجوع الزوائد (اللحميات) الأانفية بعد العملية الجراحية.
كيف أعرف ما إذا كنت ً مصــابا بمرض الجهاز التنفســـي المتفاقم غير الســتيرويدي (المعروف ً أيضا باسم مرض الجهاز التنفســي المحرض بالأسبرين أو ثلاثي سامتر)؟
إن السمات الرئيسية الثلاث لأمراض الجهاز التنفسي المتفاقمة غير الســـتيرويدية ھي الربو ٬ والزوائد الأنفية المزمنة ٬ والحســــاسية للأسبرين ومضــادات الالتهاب غير الســـتيرويدية الأخرى. يعاني معظم مرضى أمراض الجهاز التنفسـي المتفاقمة غير السـتيرويدية أي ًضا من ردات فعل تنفسـية مع الكحول وضعف حاسة الشــم. عادة ما تظهر الأعراض على المرضى في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر فقط وتتطور على مدى عدة سنوات. عادة ما يعتمد تشـخيص أمراض الجهاز التنفســي المتفاقمة غير الســتيرويدية على التاريخ الطبي - في بعض الأحيان فقط يتم إجراء فحص تحدي الأســــبرين إذا كان التشخيص غير واضح.
ما ھو أفضل علاج لتحسين حاسة الشم لدي؟
يمكن لجراح الأنف والأذن والحنجرة أن ينصحك على أفضـل وجه يمكن للســــــتيرويدات عن طريق الفم (حبوب أو شراب) ثم يتبعها ستيرويدات عن طريق الأنف أن تحسـن حاسة الشـم وتحافظ عليها. لسوء الحظ ٬ تتدھور حاسة الشم في بعض الحالات بعد الانتهاء من الجرعات قصــــيرة المدى من الســـــتيرويدات عن طريق الفم ولا نوصي بأكثر من دورتين من الستيرويدات الفموية كل عام. عادة ما يتم النظـر فــي جــراحة الجيوب الأنفية بالمنظار أو العلاج الحيوي (البيولوجي) في ھذه الحالات وقد تؤدي إلى زيادة تحســــين حاسة الشم.
يقتــرح جــراح الأنف والأذن والحنجــرة الذي أتعامل معه إجــراء عملية جراحية للزوائد الأنفية التي أعانيها ٬ لكن أخصــــــــــــائي الحســاسية الذي أتعامل معه يريد أن يضــعني على مســـتحضـــر بيولوجي - ماذا علي أن أفعل؟
ينصح بالعلاج الحيوي (البيولوجي) فقط في المرضى الذين يعانون من الزوائد الأنفية في الجهتين والذين سبق أن خضـــــــــعوا لعملية جــراحية فــي الجيوب الأنفية ومع ھذا فالــزوائد الأنفية قد عاودت الظهور لديهم ٬ أو أولئك الذين لا يتمتعون جيدة تؤھلهم للخضــــوع لعملية جــراحية. يمكن لجــراحة الجيوب الأنفية والعلاج الجيد بعد الجراحة أن يحقق الســيطرة على المرض على المدى الطويل دون الحاجة إلـــــــى علاجات حيوية (بيولوجية). ومع ذلك ٬ إذا كنت قد أجـــــــــــريت بالفعل عملية جـــــــــــراحية ولكن الــــــــــــزوائد عادت مـرة أخــرى ٬ فإن الأدوية البيولوجية ھــي خيار جيد. توجد ھناك إيجابيات وسـلبيات لكلا النهجين تحتاج إلى تقييمهما ولا توجد إجابة صحيحة أو خاطئة. من الناحية المثالية ٬ من الأفضــــــــل أن يكون لديك جراح الأنف والأذن والحنجرة وأخصــائي الحســـاسية الذين يعملون مًعا ولكن ھذا قد يكون صــــعًبا في بعض الأحيان. إذا كانوا يقترحون خيارات مختلفة ٬ اطلب منهم توضيح السـبب ٬ وفي نهاية المطاف ســــــــــوف تحتاج بعد ذلك إلى اتخاذ قرار بنا ًء على المعلومات المقدمة وتفضيلاتك الخاصة.
لماذا لا ُيعرض علي مستحضر بيولوجي للزوائد اللحمية بالأنف؟
إن العلاجات البيولوجية حالًيا غير متاحة للاســــــــتخدام في جميع البلدان ٬ وحيثما كانت متاحة ٬ يمكن اســـــــــــتخدام معايير مختلفة لاختيار المرضى. بشــــكل عام ٬ تســـــاعد ھذه المعايير في تحديد المرضى الذين من المرجح أن يستفيدوا من المستحضرات الدوائية الحيوية (البيولوجية) وأولئك الذين يعانون من مرض أكثر شــــــدة واللذين من غير المرجح أن يستجيبوا للعلاجات الأخرى.