جاءت عمليات أطفال الانابيب لتزرع الامل في نفوس الأزواج الذين يعانون من العقم او التأخر في الانجاب. وتطور العلم والتكنولوجيا في هذا المجال لنتمكن من اختيار جنس المولود حسب رغبة العائلة وإمكانية فحص عدد من المتلازمات الكروموسومية و ال امراض الجينية المتوارثة. وهذا النوع من التطور أحدث نقلة نوعية لما شكله من سابقة في عالم الطب.
ان أطفال الانابيب او الاخصاب الخارجي ليست معادلة رياضية ثابتة عبارة عن تنشيط مبايض وسحب بويضات وارجاع اجنة وانما هي سلسلة مترابطة من الاحداث التي ترسمها عوامل متعددة بيد طبيب ماهر.
تبدأ رحلة الزوجين من اللحظة الأولى لدخولهما العيادة حيث يتم مراجعة السيرة المرضية لكليهما بتفاصيلها الدقيقة لتحديد العوامل التي من شأنها رفع نسبة النجاح. ومن ثم الفحص السريري والفحوصات المخبرية والشعاعية اللازمة. لتجمع كافة هذه التفاصيل وتتبلور من وجهة نظر الاخصائي المعالج واختيار نوع التنشيط المطلوب وتحديد الجرعة المبدئية بما يتناسب مع الحالة. وفي المتابعة المستمرة والزيارات المتتالية والتي يختلف مسارها من مريضة لأخرى يتم ضبط الجرعات حسب استجابة المبايض .
فمثلا حالات تكيس المبايض الشائعة والمنتشرة في الوقت الحالي ينبغي توخي الحيطة والحذر في الجرع المعطاة لمنع حدوث فرط استجابة او ما يعرف بال OHSS والتي قد تصل في الحالات الشديدة لدخول وحدة العناية المركزة. كذلك حالات نقض مخزون المبيض Poor ovarian reserve والتي ينبغي عدم الحكم عليها كليا من فحص مخبري AMH او FSH وانما بخبرة الطبيب الاخصائي وفحص الالتراساوند الدقيق .
هذه الحالات المعقدة وغيرها تحتاج تقنيات وفنيات مختلفة بإعطاء الادوية والعلاجات بما يتناسب وكل زوجين على حدى .
وعندما نتحدث عن سحب البويضات فإن الموعد لن يكون محددا مسبقا وانما يتحدد بعد إعطاء الابرة المحفزة (ovulation triggering) ويكون بعدها ب 34 الى 37 ساعة حسب الحالة .
ثم عملية التلقيح المجهري واحتضان الأجنة في حاضنات خاصة في المختبر لفترة تتراوح بين يومين الى 5 أيام، ولا ننسى ما تحتاجه الزراعة من ارض خصبة؛ فبطانة الرحم بحاجة لتجهيز مسبق لاستقبال الاجنة والتأكد من خصوبتها قبل الارجاع الذي يكون بالوقت والطريقة الأمثل ودون إيذاء بطانة الرحم والذي قد يؤدي الى تقليل نسبة النجاح أو فشل العملية.
يطول الشرح في هذا المجال المليء بالتفاصيل. فعملية أطفال الانابيب لها ابعاد وافاق قد لا يكون للزوجين دراية بكل تفاصيلها ولكنها لا تغيب عن مخيلة الطبيب. والفكرة ومحور الحديث انها عملية حساسة ينبغي مراعاة ادق الأمور فيها حتى تكون رحلة فريدة وتجربة تكلل بالنجاح بخبرة الطبيب ومساعدة الفريق و مشيئة الله.